قديما قالوا ليس كل ما يسمع يقال وليس كل ما يقال ينشر وليس كل ما ينشر يستاهل التصفيق تذكرت هذا الكلام وانا اتصفح كتابا قام بنشره قسم الدراسات والبحوث في ادارة الثقافة والفنون التابعة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والتراث ووزع على نطاق واسع الا وهو كتاب (قصص وحكايات شعبية) للباحث الشعبي / خليفه السيد والغريب في الموضوع ان قسم الدراسات والبحوث قام بنشر الكتاب مع وجود عدد ليس بالقليل من الكلام الذي لا يقال والمقال الذي لا ينشر في هذا الاصدار.

كلام يستحي الواحد من ان يذكره في مجلس من المجالس ناهيك عن ان ينشره على الملأ ورؤوس الاشهاد وانا حين قرأت الكتاب احترت كيف يمكن ان اقوم بنقد الكتاب دون ان استدل بكلام الكاتب الذي يخدش الحياء العام والذوق والفن لدى المتلقي ومن ناحية اخرى اخاف من الرقيب الذاتي الاخلاقي ان يشير اليّ باصبع الاتهام .

ولكن من منطلق ان ناقل الكفر ليس بكافر ومادام الهدف المصلحة العامة وتهذيب الذوق الرسمي في النشر سوف اقوم بعرض بعض النماذج القليلة التي تفي بالغرض من النقد مع شطب الكلمات الغليظة والشديدة الاستهجان .

يقول الكاتب في صفحة 87 تحت قصة (اعطني رأس الديك) بعنوان فرعي هو (من قصص مكر النساء) ” فقالت الزوجة للضيف يا مسكين زوجي رجل مجنون اعتاد في كل حين ان يدعو رجلاً على الغداء ثم يقيده ويدخل رأس الهاون في “…!!” ويكمل الكاتب الشعبي ويذكر بعد هروب الضيف خوفا من المصير المؤلم على يد الزوج , ” فخرج الزوج يجري خلفه وهو يقول له اي للضيف قف يا هذا واعطني ولو رأسه وهو يقصد رأس الديك الذي كان وليمة الغداء فرد الضيف الهارب اذا مسكتني ادخله كله !وهو يقصد يد الهاون!! ”

وفي صفحة 207 تحت قصة مثلما تفعل تجازى في الخير بعنوان فرعي هو من قصص الحكمة يقول الكاتب في وصف افعال الابن البار لوالده الكبير العاجز ” واذا اراد ان يأخذه الى نزهة وضعه فوق ظهره او رأسه وفي يوم وابوه فوق عنقه تدلت ” …!! ” ابيه عى خده فاخذها الولد وقبلها ثم رفعها الى خلف عنقه حيث يجلس ابوه , ثم يسرد الكاتب القصة حتى يقول, ” فقال والده اسمع يابني لقد سخرني الله واعتنيت بوالدي مثلما سخرك الله لي وكنت اشعر بلطم ” ….!! ” يقصد الجد على خدي ولكني لم اقبلها بل كنت ارفعها برفق واضعها بجانبه لكنك انت زدت علي” .

هذا النقول غيض من فيض هذه الحكايات الشعبية المحرمة , وفي الاخير انا لا انكر ان قصد الكاتب قد يكون توظيف التراث والحكايات الشعبية بهدف تعليمي تثقيفي او للعبرة والموعظة ولا اشك في حسن نية المؤلف , ولكن ما هكذا تورد الابل والابداع يفرق عن حزاوي شاي الضحى والمسيان العود , والانتاج الادبي القطري سفير فوق العادة يمثل الدولة في كل محفل ومنتدى فلنتكاتف على تشريف هذا الوطن برفع سقف الحوار القصصي في اصداراتنا . والسلام.